
كلمة الملحق
في مدرسة الرعيل الأول، اجتمعت الحكمة واستشراف المستقبل لوضع السياسات الفاعلة، وتولدت قناعات راسخة بأن التعليم هو أساس دوران عجلة التقدم الإنساني، وركيزة النهضة الحضارية، واستدامة القدرات، وتبوؤ مكانة مرموقة على خارطة العالم، في زمن أصبحت المنافسة على أشدها والظفر في المقدمة يتطلب إعداد أجيال متسلحة بأفضل العلوم والمعارف. هذا التوجه عبَّر عنه المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، من خلال تبنيه لرؤية عصرية ارتكزت عليها مسيرة تقدم دولة الإمارات إذ تتلخص في قوله: "إن أفضل استثمار للمال هو استثماره في خلق أجيال من المتعلمين والمثقفين".
في ظل هذا الواقع، وبتوجيهات القيادة الرشيدة اهتمت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في التعليم العام والعالي، وتكوين نواة من جيل يتمتع بأعلى الدرجات العلمية والنبوغ والإبداع، ليقود دفة مسيرة التقدم والتنمية، لذا كان الاهتمام منصباً على حفظ مسار واضح لمواصلة طلبتنا رحلة التعلم في أرقى وأفضل مؤسسات التعليم العالي في الخارج.
وفي هذا السياق، ترجمت وزارة التربية والتعليم هذه التوجهات والرؤية الوطنية، إلى واقع متاح وفعال، من خلال الاهتمام بالابتعاث الخارجي لطلبة الدولة لاسيما المتميزين منهم، ووضعت رؤية مستقبلية تضمن توفير الخيارات الأفضل للدراسة الجامعية المعتمدة دولياً وتتيح التخصصات العلمية الحيوية لطلبتها، بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل وحاجات الدولة من تخصصات مهنية وعلمية، وبما يواكب خططها الإستراتيجية.
وهذا ما يتماشى مع مبادئ الدولة للخمسين عاماً المقبلة، خاصة محور الاستثمار في رأس المال البشري الذي يمثل أداة مهمة لتعزيز مسارات التنمية، وبناء وتمكين قيادات المستقبل الشابة، اعتماداً على منظومة تعليمية بجودة عالية والاهتمام بالمواهب الشابة والمبدعة، وتنمية مهاراتها وقدراتها.
وفي هذا الصدد، حرصت الملحقية على توفير ذراع مساندة لطلبة الإمارات، من خلال تقديم الدعم اللوجستي وبناء جسور من التواصل معهم، وتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات والمتابعة المستمرة لمسيرتهم الأكاديمية وأحوالهم، ناهيك عن سعيها الحثيث نحو التطوير المستمر والابتكار في أدائها وقدراتها وتعزيز العمل التشاركي الإستراتيجي مع مختلف المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة في دول العالم، بجانب ترسيخ التعاون والتنسيق مع المؤسسات التعليمية والحكومية في الخارج.
ثقتنا بطلبتنا كبيرة، ونعول عليهم كثيراً في تمثيل الوطن بصورة مشرفة وأن يكونوا خير سفراء لبلدهم، يتواصلون مع الثقافات الأخرى، ويكونون صورة مشرقة عن وطنهم في ظل إطار احترام الآخر والتعايش والتسامح، وهو ما يشكل نهجاً وطنياً والتزاماً حقيقياً مع العالم، مقروناً بالاجتهاد والتفوق الدراسي. وإذ نؤكد على أن فريق العمل في الملحقية متواجد دائماً لخدمة أبنائنا الطلبة، لتسهيل مهمتهم الدراسية وأهدافهم المهنية المستقبلية.
نسأل الله سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير وخدمة وطننا الغالي، وأن نكون مساهماً بارزاً في ترسيخ السمعة العالمية الطيبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومواصلة مهامنا وواجباتنا في تقديم الدعم وأفضل الخدمات لتعزيز الرفاهية والاستباقية في كل وقت.
وفقكم الله وسدد خطاكم.. ودمتم بخير ونجاح وتميز
روضه المنصوري
ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا